المراهقون والاضطرابات الغذائية


الاضطرابات الغذائية لدى المراهقين عبارة عن أعراض بيولوجية ناتجة في معظم الأحوال عن حالات نفسية، ويمكن علاجها طبيا. يؤكد الخبراء أنه من المهم أن يكون كل مراهق على دراية بهذه الأمراض وأعراض الإصابة بها، والمضاعفات التي تؤدي إليها إذا تم إهمال العلاج.

ومن أشهر الاضطرابات الغذائية لدى المراهقين ما يلي:

مرض فقدان الشهية العصبي
المصابون بهذا المرض يتفننون في تجويع أنفسهم، ويكون السبب في ذلك كراهيتهم لشكل أجسادهم، واعتقادهم أنهم بدناء - حتى لو كان ذلك غير حقيقي- وبالتالي يصبح الطعام عدوهم اللدود الذي عليهم تجنبه بأي ثمن. وحتى إذا فقدوا الكثير من الوزن وصار جسد الواحد منهم هزيلا شاحبا، فإن ذلك لا يبدو كافيا في نظرهم. وهذا المرض يصيب الفتيات تحت العشرين في الغالب.


الشره المرضي العصبي
هذا المرض قد يبدو ظاهريا مناقضا لفقدان الشهية العصبي، إلا أنه يؤدي لنفس النتيجة مع مضاعفات أخرى قد تكون أكثر خطورة.
ففي هذا المرض يقبل المراهق على تناول كميات ضخمة من الأطعمة والحلوى بمختلف أنواعها وبمنتهى الشراهة، ثم التخلص منها سريعا قبل أن يمتصها الجسم بشكل أساسي عن طريق إجبار النفس على التقيؤ، أو تناول المسهلات والملينات. كما يميل المصابون بهذا المرض إلى أداء تدريبات رياضية عنيفة لفترات طويلة حتى يصيبهم الإنهاك وذلك بهدف التخلص من المزيد من السعرات الحرارية.

الشراهة
الشراهة لم يتم إعلانها بشكل رسمي من جانب الخبراء كحالة سببها الاضطرابات النفسية، لكن بعض الأطباء يراها كذلك، والبعض الآخر يراها كمجرد اضطراب غذائي.
المراهق الشره يقبل على تناول كميات كبيرة من الطعام في أقل وقت ممكن، ويبدو كما لو كان فاقدا للسيطرة على نفسه وشهوته لتناول الطعام، لكنه في الوقت نفسه يشعر بخجل شديد من تصرفه المضطرب.
والشراهة تؤدي للعديد من المشاكل الصحية على رأسها السمنة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

علامات تحذيرية قد تدل على إصابة المراهق بأحد الاضطرابات الغذائية:
- عدم الرضا عن شكل الجسم بشكل مبالغ فيه قد يصل لحد كراهية الذات.

- الذهاب إلى الحمام بمجرد الانتهاء من تناول الطعام.

- تناول الكثير من الطعام في كل وجبة دون أن يظهر ذلك في صورة زيادة في الوزن.

- المداومة على استخدام أدوية الحمية أو الملينات.


- المبالغة بصورة مرضية في مراقبة الوزن ونوعية الطعام الذي يأكله المراهق بحيث يحتوي على أقل قدر من السعرات الحرارية.

- التظاهر بتناول الطعام من خلال تقطيعه إلى أجزاء صغيرة جدا وتناول بعضها أو العبث بالشوكة في أرجاء الطبق وبعثرة الطعام في أركانه دون اهتمام حقيقي بالأكل.

- العزلة والابتعاد تدريجيا عن الأهل والأصدقاء

- ارتداء الملابس الواسعة جدا لإخفاء مدى نحافة الجسم.

- المبالغة في أداء الكثير من التمارين الرياضية.

- فقدان الشهية أوالتقيؤ بشكل متكرر بعد تناول الطعام مع وجود حالة من الهزال العام والإرهاق الدائم، وجفاف الشعر والبشرة.

- الإمساك لفترات طويلة أو تأخر الدورة الشهرية لدى الفتيات وفي الحالات المتقدمة قد تنقطع تماما.
إذا شعر المراهق بأن أحد أصدقائه مصاب بأي مشاكل صحية أو أعراض من السابق ذكرها، فعليه إبلاغ والديه أو مدرسيه ولا يحتفظ بالأمر سرا، حتى يمكن للكبار التدخل وتوفير المساعدة الطبية المتخصصة للمريض.

ورغم أن معظم الاضطرابات الغذائية التي تحدثنا عنها تشيع بشكل أكبر بين الفتيات، فإن الفتيان ليسوا محصنين ضدها تماما، فقد يصابون أحيانا بالشراهة أو فقدان الشهية، وبصفة خاصة المراهقين من ممارسي بعض الرياضات المعتمدة على الوزن كالمصارعة.