انتشار ظاهرة انتحار المراهقين



جدت على المجتمعات العربية بعض الظواهر غير المعهودة من قبل، والتي لو سمع بها أهل القدم في زمانهم ما كانوا ليصدقوها، فهناك ظاهرة الزواج العرفي بين الشباب والانفصال عن الأسرة من أجل حياة منفردة ومستقلة والاعتماد المفرط على الأجهزة الحديثة التي وفرتها التكنولوجيا التي دخلت جميع أوجه الحياة، ورغم استهجان الكثيرين لتلك الظواهر فهي جميعا تشترك في مساعدة الشاب على مواصلة حياته بصورة أكثر إرضاء، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد!





يشعر المراهقون أحيانا بالتمرد على القيود الاجتماعية، وقد بدأ هذا السلوك في الظهور والانتشار بعد هيمنة الثقافة الغربية على مجتمعاتنا العربية والإسلامية. وعند فشل المراهق في الوصول إلى ما كان يرنو إليه من طموحات تتجاوز إمكانات وخبراته، يلجأ الشاب إلى اتخاذ قرارات تدميرية من إدمان للحكوليات والمخدرات وقد يتطور الأمر إلى حد الانتحار رغبة في إنهاء الإحساس بالفشل. ورغم أن السبب الظاهري للإقدام على الانتحار هو الرغبة في التخلص من الحياة، يؤكد علماء النفس أن الأسباب الحقيقية تبدو أكثر تعقيدا!

يعد الانتحار السبب الثالث في الترتيب بين مسببات الوفاة للشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، وترتفع نسبة الإقبال على الانتحار بين المراهقين بعد الفشل في التجارب العاطفية وعند الشعور بفقدان الأنيس والصديق الوفي. يرى المراهق المستقبل برؤية معتمة وقد يشعر أنه لا مكان له على وجه الأرض فيقبل على إنهاء حياة لا يجد فيها سوى الألم النفسي.

ومن أهم الأسباب المباشرة للانتحار:

" الاكتئاب

" الاستغلال غير المشروع

" الاضطراب السلوكي

" التعرض لتجارب شخصية قاسية

" الشعور بالعجز أمام سطوة الأقران

وهناك إشارات وسلوكيات للمراهق تشير إلى إمكانية إقباله على الانتحار، ومنها:

" الولع بالحديث عن الرغبة في الموت

" التصريح بالتفكير في الانتحار

" التفكير الجدي في أنسب طرق الانتحار

" الضلوع الفعلي في محاولات غير جادة لإنهاء الحياة

" الانعزال عن الآخرين

" قطع الصلات الإنسانية مع المعارف

" إهمال النشاطات الأساسية

" الإقبال على إيذاء الذات

" عدم الاستجابة للتشجيع والإطراء من الآخرين

" فقدان الثقة في إمكانية التواصل والتفاهم مع الآخرين

قد لا تظهر هذه الإشارات على المراهق المقبل على الانتحار، فقد يقوم المراهق بالانتحار بالفعل دون إنذار مسبق.





دور الأسرة والمحيطين

لا يمكن لتلك الإشارات أن تمر مرور الكرام على المحيطين بالمراهق دون اتخاذ خطوات جادة في سبيل التخفيف عن معاناة المراهق، وأول الطرق السليمة في سبيل العلاج التواصل والتحدث الصريح عن خطورة اتخاذ هذه الخطوة التدميرية، فبدلا من مفارقة الحياة قد يُصاب المنتحر بعجز في أحد أعضاء الجسم أو إعاقة بدنية أو ذهنية مزمنة.

كشفت دراسة حديثة أن الفتيات هن الأكثر إقبالا على الانتحار من الفتية حيث يعد عدد المنتحرات من المراهقات ضعف عدد الفتية. وتختلف طرق الانتحار بين الفتيات والفتية، حيث تقبل الفتيات على الانتحار بواسطة تناول الحبوب المهدئة وقطع الأوصال، بينما يقبل الفتية على طرق دموية.


طرق منع المراهق من الانتحار


الاعتراف بمرور الابن المراهق بمشكلة نفسية أو البحث عن طرق العلاج، وعلى الأبوين والمحيطين محاولة تدارك الموقف من خلال المواجهة وإبراز المخاطر التي قد يتعرض لها المراهق عند فشل المحاولة، والأهم من ذلك إبراز حرمانية الأمر دينيا وتعرض المنتحر لعقاب رباني. على المحيطين بالمنتحر إخفاء جميع الوسائل الممكن استخدمها في تنفيذ عملية الانتحار ووضعه تحت الملاحظة لأطول فترة ممكنة خلال اليوم. لابد من مراعاة حالة المراهق النفسية وتقدير مروره بأزمة نفسية ومحاولة رفع روحه المعنوية بشتى الوسائل الممكنة. لابد وأن يشعر الراغب في الانتحار باهتمام الآخرين وإلا فقد تكون العواقب وخيمة عليه وعلى المحيطين.