أبحاث علمية تؤكد: الصيام يقى من الأورام



أظهرت العديد من البحوث العالمية الحديثة أهمية دور الصيام فى علاج ووقاية الجسم من الأورام السرطانية، وفى زيادة مقاومة الجسم للخلايا السرطانية، خاصة الصيام المتقطع، مبرزة ارتباط هذا النظام من الصيام بانخفاض معدل ظهور بعض الأورام، ومنها أورام الجهاز المناعى المعروفة بالليمفوما، وكذلك دور الصوم فى تأخير هرم الخلايا الدماغية، ومساهمته فى إبطاء نشوء مرض الزهايمر.





واختلف الأطباء حول درجة قدرة الصيام على تخليص الجسم من الأورام أو وقايته منها أو حماية الجسم من تكون الأورام المختلفة فى بدايتها، ولكن لم يختلفوا على حقيقة هامة ثابتة، وهى أن الصيام يقوم بإزالة الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم، فالجوع الذى يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية للجسم كى يستهلك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتم إتاحة الفرصة للجسم لكى يسترد من خلالها حيويته، ويجدد الأعضاء المريضة، وإلى جانب ذلك فإنه يقى الجسم من االزوائد اللحمية والأكياس الدهنية، وكذلك الأورام فى بداية تكوّنها، بالإضافة إلى أنه يخفض السكر.

وقد أثبت فريقاً علمياً من جامعة ساوث كارولينا الأمريكية، يقوده البروفسور فالتر لونغو،حيث وصف الاختصاصيين هذا الرأى بـ «الثورى»، فقد دلّت تجارب لونغو المتكرّرة على الفئران، أن الصوم يجعل العلاج الكيماوى للسرطان أشدّ فعالية، بل يساعد المصاب على تحمّل كميات أكبر من ذلك العلاج، ما يزيد من فرص الشفاء.

ولأنه يعلم أن المُصابين بالسرطان لا يستطيعون أن يتحملوا صياماً مديداً، لجأ الفريق إلى إستراتيجية معاكسة وأكثر جذرية، وهى فرض الصيام كلياً أثناء فترة العلاج الكيماوى.

وبلغ من قوة النتائج الإيجابية فى اختبارات الفئران، أن قرر لونغو وفريقه تطبيق الأمر خلال الشهرين المقبلين بصورة تجريبية على مجموعة من المتطوعين من المصابين بسرطانات فى الرئة والمثانة.

وخلال هذه التجربة، سيُطلب من المرضى الصيام فى الأيام الثلاثة التى تُحقن فيها أجسادهم بعقاقير العلاج الكيماوى، بحيث يقتصر ما سيتناولونه على الماء.




وبحسب المعلومات التى يوردها الموقع الإلكترونى لـ «الجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم»، يوضح لونغو أن الصيام وتخفيف كمية السعرات الحرارية التى تدخل الجسم يومياً، يفيدان فى إبطاء تكاثر الخلايا ويزيد من مناعتها وقدرتها على مواجهة الضغوط المتنوعة.

ويقر لونغو أن الآلية التى يعطى فيها الصيام هذه الفوائد ليست واضحة. والمعلوم أن السرطان هو تكاثر منفلت لنوع معين من الخلايا على حساب بقية الأنسجة والأعضاء وعملها، كما أنه يترافق مع انخفاض فى مناعة الجسم.

بهذا المعنى تبدو آثار الصيام مُعاكسة كلياً لآلية السرطان، ويأمل لونغو أيضاً أن يفيد الصيام فى وقاية الخلايا السليمة من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوى.

وفى السياق عينه، نشر الموقع الرقمى لـ «الجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم» تعليقاً لرفائييل دى كابو، الباحث فى «المعهد الأمريكى للجينات والشيخوخة» فى جامعة بالتيمور، أن النتائج التى توصّل إليها لونغو وفريقه تبدو منطقية فى ضوء ما يعرفه العلماء عن الأثر الإيجابى لخفض تناول السعرات الحرارية على مناعة الخلايا، وأنه يرفع من قدرتها على مقاومة أنواع السموم عموماً.

وبحسب مقابلة أجراها الموقع، يحذّر لونغو المصابين بالسرطان من تجربة هذا الأمر (أى الصيام أثناء فترة العلاج الكيماوى) قبل التثّبت من فعاليته على البشر بصورة أكيدة.

ويقول الأستاذ الدكتور طارق حسين، أستاذ الأورام بجامعة عين شمس، إن الصيام له فوائد عامة على جسم الإنسان، ولتنقية الدم من السموم التى يخزنها طوال العام من أنواع الطعام المختلفة، ويفيد الصيام بصفة خاصة لمرضى الأورام والذين يخضعون للعلاج بالإشعاع.