"الرئيس السابق زار البوعزيزي في المستشفى وهو ميت .. "
حكاية أغرب من الخيال تنضاف الى فضائع «المخلوع»...انتشر الخبر في مدينة القصرين انتشار النار في الهشيم ...لكن اين الحقيقة من الخيال؟ ..الأحداث كلها تصب في خانة واحدة وهي تدني قيمة الانسان ..وانعدام ادنى درجات الانسانية .
أصل الحكاية
لو عدنا قليلا الى الوراء و بالضبط إلى26ديسمبر 2010 اي أيام بعد اقدام البوعزيزي على حرق نفسه استيقظ أهالي القصرين على خبر حرق محمد الماشلي نفسه بحي النورأمام الجميع بعد ان يئس من حياة الحرمان والخصاصة والفقر المدقع الذي لازمه..فعجز عن توفير قوته وقوت عياله وهو المتزوج وأب لثلاثة ابناء ... سارع الأهالي الى نقله الى المستشفى الجهوي بالقصرين الذي بدوره أحاله الى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين قبع الى حد يوم 19جانفي 2011رغم تدهور حالته الصحية حروق بليغة من الدرجتين الثانية والثالثة ..
كمبارس برتبة ميت
مباشرة بعد هروب الرئيس المخلوع اتصلت به إحدى ممرضات القسم قائلة بالحرف الواحد :»لقد كتب لك عمر جديد. إحمد ربك على النجاة «ولما سألها عن سبب ذلك وحول ما اذا كانت تقصد ان حالته كانت في غاية الخطورة ومهدد بالموت . عندها قالت له مجددا « عندما قدم بن علي الى المركز لزيارة الشهيد محمد البوعزيزي كان هذا الاخير متوفيا وقرروا القيام بتمثيلية سخيفة قصد امتصاص غضب الجماهير الشعبية الهائجة وحتى يموت السر ولا يفتضح الأمر حكم عليك بالإعدام ليموت معك السر ...» سالنا محمد الماشلي إن كان واعيا بزيارة المخلوع فقال:«كم انا غبي لقد كنت اتصور أن بن علي جاء ليطمئن علينا جميعا فوقف قليلا أمامي صحبة الأطباء و سرعان ما غادر «.
بداية الكارثة
تعب محمد من الكلام فتدخلت زوجته السيدة شهرزاد قاهري لتسرد باقي الماساة عفوا سادتي هذا أصل الحكاية «اتصلت بي ادارة مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس وطالبت مني الحضور لتسلم زوجي فأسرعت اليهم من الغد ولاحظت ان حالته لا زالت حرجة لكنهم اصروا على إخراجه طالبين إحضاره يوم26فيفري 2011 وكانت رحلة العذاب ..تعكرت حالته فأخذته الى المستشفى الجهوي بالقصرين فرفضوا نقله الى بن عروس مجددا مدعين بان إدارة مستشفى بن عروس ترفض قبوله مجددا ..وفي غياب طبيب مختص في الحروق الجلدية بالقصرين عجز الإطار شبه الطبي عن العناية به؛ فالضمادات يقع تغييرها بطريقة مؤلمة للغاية في نفس الغرفة التي يقيم فيها بدون تخديرولا تعقيم مما جعل الحالة تتعكر.
كما اكدت زوجته انها كانت تشاهد الدود يرتع في جسم زوجها و لما اعلمت الإطار الطبي بذلك أكد لها ان طبيبه في بن عروس قال: ان الأمر عادي ..وعندما اصرت الزوجة على نقل زوجها الى بن عروس واتصلت بنفسها بالمشرفين على المركز اكدوا لها انه ليس لزوجها ملف في بن عروس ولا يعرفون عنه شيئا ..لقد وقع اتلاف ملفه بالكامل ...
دعم و اتصالات
منذ ان انتشر خبر محمد الماشلي في القصرين حتى وجدت العائلة مساندة معنوية من بعض المواطنين و خاصة من أعضاء النيابة الخصوصية لبلدية القصرين الذين كثفوا من اتصالاتهم بالمسؤولين ووجدوا كل التجاوب من السيد عزالدين باش شاوش وزيرالثقافة الذي ما ان علم بالأمر حتى اتصل بالسيد وزير الصحة العمومية الذي أمر بفتح ملف الماشلي و نقله الى بن عروس ليتلقى الإسعافات اللازمة والعلاج المناسب و حتى المعاملات بمستشفى القصرين تغيرت وأصبح يلقى عناية فائقة ولا يغيرون له الضمادات الا في غرفة العمليات المعقمة
ربنا ادمها نعمة*...
هذه حكاية محمد الماشلي الذي جعلوا منه كمبارس رغم أنفه .. وكاد يفقد حياته مرتين الأولى عندما أقدم على الانتحاروالثانية لما قررالزين وعصابته التخلص منه ليموت السر.
هشام الهرماسي
لو كان تحب تحمي الثورة
قيد في إنتخابات المجلس التأسيسي